جود [..الأدارهـ..]
عدد الرسائل : 335 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: فصل في الصدق الأربعاء أغسطس 11, 2010 9:09 am | |
| ومنها: عظم مقدار الصدق، و تعليق سعادة الدنيا و الآخرة، و النجاة من شرهما به، فما أنجى الله من أنجاه إلا بالصدق، و لا أهلك من أهلكه إلا بالكذب، و قد أمر الله سبحانه عباده المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين، فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة119). وقد قسم سبحانه الخلق إلى قسمين: سعداء و أشقياء، فجعل السعداء هم أهل الصدق و التصديق، و الأشقياء هم أهل الكذب و التكذيب، و هو تقسيم حاصر مطرد منعكس. فالسعادة دائرة مع الصدق و التصديق، و الشقاوة دائرة مع الكذب و التكذيب. و أخبر سبحانه و تعالى: أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم، و جعل علم المنافقين الذي تميزوا به هو الكذب في أقوالهم و أفعالهم، فجميع ما نعاه عليهم أصله الكذب في القول و الفعل، فالصدق بريد الإيمان، و دليله، و مركبه، و سائقه، و قائده، وحليته، و لباسه، بل هو لبه و روحه. و الكذب : بريد الكفر والنفاق، و دليله، و مركبه، و سائقه، و قائده، وحليته، و لباسه، ولبه، فمضادة الكذب للإيمان كمضادة الشرك للتوحيد، فلا يجتمع الكذب و الإيمان إلا و يطرد أحدهما صاحبه، و يستقرّ موضعه، والله سبحانه أنجى الثلاثة بصدقهم، و أهلك غيرهم من المخلفين بكذبهم، فما أنعم الله على عبد بعد الإسلام بنعمة أفضل من الصدق الذي هو غذاء الإسلام و حياته، و لا ابتلاه ببلية أعظم من الكذب الذي هو مرض الإسلام و فساده، و الله المستعان.
من كتاب زاد المعاد. طارق بن يوسف الجزائري
| |
|